الأربعاء، 7 يناير 2009

بسم الله الرحمن الرحيم
مدونة حقوقنا
هذه المدونة التي بحث عنها صاحبها كثيرا
وها أنا قد وجدت ضالتي بعد أن أصبح التدوين اليوم ظاهرة صحية يتنفس من خلالها الجميع بلا قيود.
بحثت عن هذه المدونة لأودعها ما في قلبي من حمل ثقيل... وهم جليل .. بحثت عنها لأتحدث للناس عامة و لأبناء السعودية خاصة.. عما اعتقد أنه أمانة معلقة في عنقي.
نعم سأتحدث لكم عن كل ما شاهدته بأم عيني... عما سمعت به وثبت لدي.. عما عشته كغيري واقعا ملموسا في بلادي... واقع بلغ سيل زباه.. وضاقت به نفوس الأحرار ذرعا...
أيها الزوار الكرام
سأكشف للجميع ما يدور خلف الكواليس ... في بلاد أكرمها الله برسالة السماء العادلة... فقبلت تلك العدالة أنظمة في أوراق التشريع ... واتقانا في أذهان القضاة... وقوة في الحق لا تتعدى مباني المحاكم ... سأتحدث عن المحاكم الشرعية!!! والمحاكم المستعجلة.. وديوان المظالم!! واللجان القضائية.. وما يسمى بالحقوق المدنية ... سأنقل لكم بإذن الله آلاف الصرخات.. وعشرات القصص... وسأفتح لكم ما يدور في قلوب المظلومين.. وأعدكم وعدا يسألني الله عنه يوم الحساب أن لا أنقل لكم إلا ما ثبت لي وتأكدت منه حق التأكد.. ولن تكون كلماتي هنا بعون الله إلا كلمات الغيور على بلاده... العاشق لوطنه .. المحب لقادته... المشفق على واقعه..
فجوة واسعة وتناقض مخجل بين ما نشاهده ونسمعه ونقرأه في وسائل الإعلام السعودية من تمجيد للقضاء ونعته بأوصاف القوة والعدالة وبين ما نجده واقعا ملموسا في ارض الحقيقة في بلادنا.
فهذا رئيس المحكمة الكبرى في المدينة الفلانية يصرح بأن تلك المحكمة أصدرت ما مجموعه كذا ألف من الأحكام منها كذا ألف في القضايا الحقوقية ( يا سلام ) وهذا رئيس المحكمة المستعجلة الفلانية يصرح تصريحا مماثلا
( ما شاء الله ) وهذا مدير فرع وزارة التجارة في المدينة الفلانية يعلن وبكل فخر أن مكتب الفصل في منازعات الأوراق التجارية في تلك المدينة اصدر ما مجموعه كذا ألف من الأحكام القضائية ( لله درك ) وهذا رئيس أحد دوائر ديوان المظالم يقول أن الدائرة أصدرت هذا العام أحكاما كثيرة تنص على إعادة الحقوق المسروقة إلى أصحابها وسادس يعلن وسابع يصرح وو... وهلم جرا!!!
وبعد ذلك كله بعد تلك المرافعات الشاقة والجلسات المملة ( التي هي أشبه بالمسرحيات) وبعد تلك المواعيد المتباعدة ... تباعدا قد يموت صاحب الحق ووالله قد حدث قبل أن يصدر له حكم في حقه الذي لا غبار عليه شرعا وقانونا... ( بعد ذلك كله) ... يصدر الحكم فيبتهج المظلوم وتنير أسارير وجهه ... ويفرح فرحا لا تلبث شمعته إلا و تنطفي مع أول خطوة من( خطوات التنفيذ المخجلة ) التي تجعل الجميع يدرك يقينا أنها ليست إلا أحكاما قضائية على الورق.
وسأروي لكم في هذا الجانب فيضا من غيض وقطرة من بحر.. من تلك المهاترات السخيفة.
فهذا رجل بيده حكم قضائي لا يقبل النقاش... قوي في أسلوبه ... واضح في فحواه ... يسارع هذا الرجل بطلب
( منع خصمه من السفر) حفظا لحقوقه فيلبى طلبه ويمنع مدينه من السفر وما هي إلا أشهر وربما اقل وإذا بمدينه يتصل به من خارج السعودية ويقول له باللهجة العامية وبكل وقاحة ( دورني يا حبيبي )
وهذا آخر بيده حكم مماثل يبحث عن خصمه وربما استغرق ذلك سنوات ... وبعد أن يجده يذهب للشرطة
( أو ما يسمى بالحقوق المدنية ) فيدلهم عليه وبعد أن يستدعى عدة مرات وبكل أدب مما يمكنه من تغيير عنوانه بكل سهولة بعد ذلك إن حدث وحضر أو قبض عليه يدخل السجن أياما معدودة يقدم له من الطعام والشراب ما قد لا يجده في بيته يطلب منه كفيل ويفرج عنه ( وربما كان كفيله كما قد حدث شريكا له في النصب والاحتيال)
وهذا مظلوم آخر يجد لمدينه أملاكا فيسارع في طلب الحجز عليها حفظا لحقوقه فيستغرق ذلك من الوقت ما يكفي ذلك المحتال لان يبيع السعودية كلها لو أراد وليس عدد من العقارات أو المنقولات !!!! وهذا آخر بعد أن يجد مدينه يستجوبه المحقق ( ليش ما تسدد ) فيجيب بكل أدب ( والله ما عندي طال عمرك ) فيحيله المحقق للمحكمة لطلب إعساره فيقول للقاضي مثل ذلك ( أنا معسر يا شيخنا ) فيطلب القاضي شهودا ثم يفرج عنه و والله إن الكثير منهم يملك عشرات أضعاف ما حكم عليه به وربما أوصلته الشرطة لبيته خوفا عليه من دائنه وأخذت على صاحب الحق تعهدا أن لا يتعرض لخصمه لأنه معسر.
وهذا آخر لا يستطيع أن يهمس لخصمه ببنت شفة !! أتدرون لماذا؟
لأن مدينه يعرف الأمير أو الوزير أو الشخصية المتنفذة! وكم رأينا والله وسمعنا أصحاب حقوق معهم ( احكااااام ) يذهب أحدهم لمدينه ويقول له اتق الله وأعطني حقي فيجيبه ضاحكا ( أعلى ما في خيلك اركبه ) وربما مزق نسخة الحكم المرسلة له ورماها في وجه دائنه!؟
نعم هذه حقيقة القضاء السعودي نعريها أمام الجميع لأننا أبناء الوطن العاشقين له.. المشفقين عليه... المحبين لولاته.. لعل غيورا يقرأ أو قاضيا تقيا يخاف الله يِشاهد فينقل ذلك إلى من بيده الحل والربط والله الهادي إلى سواء السبيل هو حسبنا وملاذنا ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ) والحمد لله رب العالمين.
قال بن تيمية رحمه الله ( إن الله لينصر الأمة الكافرة إذا كانت عادلة .. ويهلك الأمة المسلمة إذا كانت ظالمـــــــة )

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك على هذا المجهود المبارك
مدونة رائعه تشكر عليها كن بخير